غالباً ما تعمل منصات وسائل التواصل الاجتماعي على استغلال علامات تجارية بهدف التفاعل مع عملائها على مستوى شخصي بشكل أكبر. ومع ذلك، عندما تبدأ هذه العلامات التجارية بتعزيز أعمالها على المستوى الدولي، فإنها غالباً ما ستواجه صعوبات في التواصل مع زبائنها دون الاستعانة بعمليات التوطين اللغوي. وعند هذه النقطة، ستبرز الحاجة لعمليات التوطين. إنّ اتّباع استراتيجية جيدة في التوطين اللغوي لوسائل التواصل الاجتماعي سيساعد الرسالة الخاصة بعلامتكم التجارية على تجاوز جميع الحدود العالمية. في الواقع، تؤكّد “جمعية التسويق الأمريكية” كذلك على أهمية أبحاثها التي تُظهر بأنّ الشركات قد زادت من استثماراتها في عمليات التوطين اللغوي بمليارات الدولارات خلال السنوات القليلة الماضية.

دعونا نتناقش كيف يمكن للتوطين اللغوي لوسائل التواصل الاجتماعي أن يقدّم يد العون لأعمالكم وكيف يمكنكم توطين محتوى وسائل التواصل الاجتماعي خاصتكم بشكل أفضل.

ما هو توطين المحتوى؟

يبرز توطين المحتوى عندما لا تقوم الترجمة البسيطة بنقل الاختلافات الدقيقة الخاصة برسالة معينة. إنّ التوطين هو العملية الإبداعية للترجمة حيث تتفوّق الحاجة والاهتمام بالجمهور المستهدف على الولاء للنص المصدر. ويتمثّل الهدف النهائي بإيصال التأثير المقصود من النص المصدر إلى الجمهور المستهدف.

يتميّز المحتوى الخاضع للتوطين اللغوي بثلاثة مزايا رئيسيّة:

القدرة الكتابية الممتازة بهدف إيصال الرسالة والتأثير المقصود.

البحث والفهم الجيد حول الثقافات المصدر والهدف.

التمتّع بالكفاءة في الجوانب التقنية للتوطين اللغوي.

لماذا عليكم توطين وسائل التواصل الاجتماعي خاصتكم

بالأخذ بعين الاعتبار أن التوطين اللغوي هو ممارسة تلبي احتياجات العملاء، فليس من المستغرب أن يشجع توطين وسائل التواصل الاجتماعي على المزيد من الترابط. حيث تكشف احصائيات لايف ماركيتينغ (Lyfe Marketing) أنّ 71% من المستهلكين الذين قد خاضوا تجارب تسوّق إيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي يوصون بالعلامة التجارية لمتابعيهم ومعارفهم. ويقوم 91% من المستخدمين بالوصول إلى حساباتهم من خلال هواتفهم النقالة أو الأجهزة اللوحية، لذا فإن توطين وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بكم جنباً إلى جنب مع موقع الويب يساعد علامتكم التجارية على أن تكون شائعة حتى بين الأشخاص الذين لا يتصلون بالإنترنت من خلال أجهزة الكمبيوتر المحمولة خاصتهم. علاوة على ذلك، قد صرّح 49% من الأشخاص من جيل الألفية أنّهم يرتاحون لشراء منتج ما في حال تم الترويج لذلك المنتج على نحو منتظم على وسائل التواصل الاجتماعي.

دعونا ننظر إلى الأسباب الأخرى:

  1. ستظهر شركتكم على أنّها تركّز على العملاء بشكل أكبر. تعتمد العلامات التجارية على عملائها للنجاح، وأفضل طريقة للتواصل معهم هي من خلال فهم توقعاتهم. تعمل وسائل التواصل الاجتماعي على تحسين تجربة العملاء وتجعلهم مرتاحين بشكل أكبر عند زيارتهم لحساباتكم. كما أنّ تشكيل المحتوى الخاص بكم بالطريقة التي يفضلها الناس يجعل من الأسهل عليهم الوثوق بعلامتكم التجارية. وعندها، لن تظهر علامتكم التجارية بعد ذلك على أنها “المؤسسة المتواجدة ما وراء البحار” ولكنها ستبدو كمؤسسة محلية بشكل أكبر.
  2. يساعدك المحتوى الخاضع لعملية التوطين اللغوي على اكتساب المزيد من حركة الزيارات نحو موقع الويب الخاص بكم. في هذه الأيام، يفضل معظم الأشخاص حسابات وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من المواقع الإلكترونية الخاصة بالعلامات التجارية. لذلك، للحصول على حركة الزيارات إلى موقع الويب خاصتكم، يجب أولاً جذب انتباه العملاء من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بكم. حيث أنّ المزيد من التفاعل مع الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يعني المزيد من النقرات على الموقع الالكتروني الخاص بعلامتكم التجارية.
  3. ستتجنّبون أي عدم إدراك ناجم عن الاختلافات الثقافية. تكمن مشكلة الترجمة الحرفية في أن هدفها الوحيد هو نقل النص المصدر بأكبر قدر ممكن من الالتزام اللغوي. مع ذلك، عندما يحاول الأشخاص القيام بترجمة الاعلانات التجارية أو الحملات الدعائية بشكل مباشر، فإنّ ذلك غالباً ما ينتهي بكارثة. على سبيل المثال، تم تفسير الشعار الخاص بشركة بيبسي “بيبسي تعيدك إلى الحياة” في اللغة الصينية على النحو التالي “بيبسي تعيد أسلافكم من القبور”، وهو ما كان أمر مسيء اتجاه الثقافة الصينية. يساعد وجود الحضور الاجتماعي الخاضع للتوطين اللغوي بشكل جيد على تصميم حملاتكم الإعلانية وفقاً للإدراك الخاص بثقافة الجمهور المستهدف.
  4. يقوم بتحسين سمعة العلامة التجارية ويساعدكم على كسب سفراء لها. إنّ توطين المحتوى الخاص بكم على منصات التواصل الاجتماعي يجعل الجمهور المستهدف على دراية أكبر بعلامتكم التجارية. يمكنكم البدء بنشر مقاطع تعليمية حول كيفية استخدام منتجاتكم أو مقاطع فيديو حول خدماتكم وذلك بهدف جذب المزيد من الاهتمام. في المقابل، سيبدأ المزيد والمزيد من الأشخاص في اكتشاف علامتكم التجارية وسيعملون على الترويج لها بأنفسهم على حساباتهم الخاصة. سيساعد ذلك علامتكم التجارية على أن تبدو أكثر موثوقية، وسيساعدك على اكتساب سفراء لها من ثقافات مختلفة.

نصائح للحصول على توطين لغوي فعال لوسائل التواصل الاجتماعي

في حين أنه من الضروري إخضاع المحتوى الخاص بكم للتوطين اللغوي بهدف جعل علامتكم التجارية ذات سمعة طيبة، إلا أن هناك بعض النصائح التي يجب وضعها بعين الاعتبار للتوطين بكفاءة.

  1. قم بالأبحاث واختر منصات التواصل الاجتماعي المناسبة. سيساعدك التحليل الشامل حول مختلف المنصات في استراتيجية توطين وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك. حيث سيكون من الضروري معرفة أفضل الطرق والقنوات للوصول إلى جمهورك. ضع في اعتبارك أن لكل بلد تفضيلاته الخاصة حول المنصات التي يستخدمونها حيث أنّهم يفضلون الأكثر ملائمة لهم. إذا كنت تخطط للتوجّه للجمهور في تركيا، فقد يكون من المفيد أن يكون لديك حساب واتسآب (WhatsApp) لعمليات التواصل. من ناحية أخرى، يفضل الجمهور في دول مثل اليابان تطبيق لاين (LINE) لينشروا عن نفسهم أو ليتعرفوا على الأخبار. وإذا كنت تخطط لاستهداف الجمهور في الصين، فقد ترغب في إجراء بحث حول تطبيق ويتشات (WeChat).
  2. اعمل مع المتحدثين الأصليين. نظراً لأن العملية تتطلب أكثر من مجرد الترجمة، يُنصح بالعمل مع الأشخاص ذوي الخبرة بالثقافة. فقد يكون المحتوى الخاص بك بلهجة إقليمية أو يتضمن مصطلحات عامية، ممّا قد يجعل علامتك التجارية أكثر تخصيصاً. ومع ذلك، فإنّ هذه العوامل قد تخلق الصعوبات خلال عملية التوطين اللغوي. وبالتالي، فأنت بحاجة إلى العمل مع شخص بإمكانه استخراج العبارات التي قد تخلق التحديات في اللغة الهدف، ويمكنه أن يجد عبارات مكافِئة لها.
  3. أنشئ العديد من صفحات التواصل الاجتماعي. إذا كنت تدير عملك في عدة بلدان، فقد ترغب في إنشاء حسابات لكل بلد على حِدة. تُعتبر المنصات الاجتماعية الأكثر تفضيلاً مثل فيسبوك، وإنستغرام، وتويتر هي أفضل الأماكن للبدء. يمكنك استخدام البحث المتقدم في تويتر لمعرفة ما يتوقعه جمهورك المستهدف من العلامات التجارية المشابهة لعلامتك.
  4. استخدم المراجع الثقافية الشعبية واحترم القيم الثقافية. استخدم الفِرق الرياضية، المشاهير، الأحداث التاريخية والثقافية، الأفلام، أو حتى الإجازات والعُطَل ضمن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي خاصتك. ستساعدك هذه الأمور على التكيّف مع الثقافة المستهدفة بسهولة وعلى إنشاء رابطة عاطفية بينك وبين قاعدة العملاء خاصتك. أجرِ بحث حول المراجع الثقافية لتجنب أن ينتهي بك الأمر بمراجع غير مألوفة للجمهور. بالإضافة إلى ذلك، قم بتحليل الثقافة بحذر لتجنب أن تكون مسيئة أو لا يمكن إدركها. بهذه الطريقة، لن تضطر إلى التعامل مع سمعة متضرّرة للعلامة التجارية.

كما ترى، إنّ التوطين اللغوي لوسائل التواصل الاجتماعي هو عملية معقدة، لكن نتائجه تستحق هذا الجهد بكل تأكيد. حيث أنّه لن يساعدك على اكتساب المزيد من العملاء فحسب، بل على إنشاء رابطة قائمة على التفاهم المتبادل كذلك. ولهذا السبب تحتاج إلى التعامل مع هذه العملية بعناية فائقة، وإلا فقد ينتهي بك الأمر إلى الإضرار بوجودك على وسائل التواصل الاجتماعي لفترة طويلة. لحسن حظّك، بإمكان مزوّدي الخدمات اللغوية الاحترافيين، مثل بروترانسليت، القيام بمساعدتك فيما يتعلّق بعملية التوطين اللغوي لوسائل التوصل الاجتماعي خاصتك وتخفيف الضغط عنك. تواصل معنا لإخبارنا حول علامتك التجارية والجمهور المستهدف واسمح لفريق الخبراء لدينا بتولّي هذه العملية لتعزيز عملك التجاري!

خدمات الترجمة الاحترافية

قم بترجمة مستنداتك وتصديقها من قبل مترجم محترف لأكثر من 60 لغة، مع التسليم على مدار 24 ساعة.

احصل على عرض الآن